الجمعة، أغسطس 31، 2007

أحمد فؤاد نجم ... المناضل الحشاش



وأتساءل ... هل يجرم القانون تعاطى الحشيش أم أنه يعتبره حرية شخصية ؟؟؟؟

مهما كان الرد يمكنكم التوجه إلى دار ميريت بوسط القاهرة وإلقاء نظرة على الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذى لا يكاد يتوقف عن شرب الحشيش
يمكن لنجم أن يرفع قضية سب وقذف ضدى ... ولكن مهما حدث فسيظل هو أشهر حشاش فى تاريخ مصر

عزيزي نجم .... أحترم أشعارك كثيراً .... ولكن لا تطلب منى أن أحترمك قبل أن تتوقف عن شرب الحشيش

كاظم الساهر ... المعاناة الممتعة


أحب كاظم الساهر .... حقيقة لا أنكرها ولا أرغب فى إنكارها

شاهدت حفلاً له فى ليالى التلفزيون بالأمس الموافق 30-8-2007 .... كان كالعادة متألقاً برغم بعض الملاحظات

برغم الإرهاق البادى على وجهه وعيونه

برغم نسيانه لبعض الكلمات أو استبدالها بكلمات أخرى

برغم وجود غادة رجب التى أفسدت بثقل ظلها جو الحفل الجميل
برغم المعاناه والسن اللذان ألقيا بعلاماتهما على وجهه
وبرغم معاناتنا معه واختياراته التى تذبحنا ذبحاً

كان التفاعل هذه المرة غريباً من الجمهور .... تفاعل لم أشاهد مثله من قبل فى حياتى

كانت هناك فتاة لم نرها ولكن سمعنا صوتها مراراً وهى تصرخ بحبك يا كااااااااااااااااااااااااظم

كانت هناك امرأة فاضلة فى حوالى الخمسين من العمر فى منتهى الاندماج مع الفنان وإبداعاته

مجموعة من الشباب قاموا برقصة الدبكة أسفل خشبة المسرح

عشرات الهدايا ما بين دباديب وأعلام العراق ومصاحف بينما غطت الزهور أرضية المسرح تماما

ومع كل هذا الجمهور لم يخيب الساهر رجاءهم فغناهم مجموعة من أجمل أغانيه

تنويعة رائعة ما بين القديم جداً مثل زيدينى عشقاً والعب على أعصابى وما بين الجديد من أغنيات ألبومه الأخير يوميات رجل مهزوم

صال وجال فى أغنية مدينة الحب خاصة فى المقطع الذى يقول فيه : صفعت وجهى أهذا يا زمان أنا ؟؟ أذلنى الحب أخرسنى وأعمانى

أسمعنا مجموعة من أحلى آهاته التى نشاهد حفلاته خصيصاً لسماعها منه مباشرة دون أجهزة وكاسيتات

كالعادة استمتعت بالحفل .. وكالعادة استمتعت بأدائه الذى يعيدنى للإحساس ... واللغة .... والرومانسية المفقودة

الأربعاء، أغسطس 29، 2007

من الخرطوم أكتب لكم ... الحلقة الثانية

الثلاثاء 21/8/2007
استيقظت فى الثامنة صباحاً للمزيد من العمل ... أو بمعنى أدق لكى أبدأ العمل حيث ضاع الأمس بدون عمل ....
اغتسلت سريعاً وأنهيت تحضيراتى وسحبت من خزينتى 1500 دولار وارتديت ملابسى وحملت اللاب توب الخاص بى وانطلقت خارجاً لأقابل زملائى ونتجه للإفطار .... وقررنا اختيار المطعم النوبى بالفندق والذى تميز عن مطعم الأمس – الشرقى - بوجود البيض المسلوق .....
خرجنا من قاعة الإفطار فى التاسعة والنصف وبدأنا نبحث عن السائق الذى كان موعده معنا فى الثامنة والنصف حتى لمحناه يدخل الفندق ليسأل عنا فى الاستقبال .. ركبنا معه وسألته لماذا تأخرت ؟؟ فقال بأنه لم يتأخر بل هو على البوابة منذ الثامنة ولما تأخرنا عليه وبدأ يشعر بالقلق قرر أن يسأل عنا .... لم يشعر بالقلق إلا بعد مرور ساعة ونصف على انتظارنا ... آه ... فكما أخبرتكم أن السودانيين هم الأطول روحاً ... والأطول نفساً
وصلنا إلى العمل فسألنا عن المحاسب فقيل لنا أنه ذهب ليشترى أجهزة الكمبيوتر إياها ... وبعد نصف ساعة حدث ما لم نكن نتوقعه ... لقد حضر المحاسب ومعه أجهزة الكمبيوتر ...
لن أتحدث عن العمل البطئ الممل الذى قمنا به ولا عن طولة البال السودانية الرهيبة فى العمل .... وعندما وصلت الساعة إلى الرابعة عصراً قال لنا المحاسب : عفواً سنضطر للانصراف الآن لأن لدينا عقد قران ينبغى علينا حضوره .
انصرفنا من العمل وركبنا السيارة واتجهنا لإحدى مكاتب الصرافة لتغيير دولارات إلى جنيهات سودانية ... وللجنيه السودانى حكاية طريفة ...
فالسوادن فيما مضى كان يتعامل بالجنيه .. ولما انخفضت قيمته بشدة قام بسك عملة جديدة واستخدامها وهى الدينار ... ثم لما انخفضت قيمة الدينار بشدة سك عملة جديدة هى الجنيه .... نعم ولكنه جديد يختلف عن الجنيه القديم ... فالجنيه الجديد يساوى ألف جنيه قديم ... وعندما تسأل عن سعر أحد السلع يخبرك به البائع السودانى بالجنيه القديم ... فعلبة السجائر مثلا سعرها 6000 جنيه ... فتدفع أنت 6 جنيهات ... حد فاهم حاجة ؟؟؟
عند عودتنا – مطرودين – إلى الفندق مررنا بمطعم مؤمن – تحيا مصر - لنشترى غداءا وعشاءا حيث أن حجزنا فى الفندق كان شاملا ً الإفطار فقط ... أحضرنا العشاء ودفعنا 99 ألف جنيه ( 99 جنيه ) وعدنا إلى الفندق ...
ملأت البانيو بالمياه وأفرغت فيه زجاجة كاملة من صابون مجهول الهوية وجدتها ثم قلدت الأغنياء الذين يستلقون فى البانيو الملئ بالماء والصابون .... وإن كنت لم أعرف كيف يقومون من هذا البانيو دون أن يعلق الصابون بأجسامهم ... المهم أننى انتهيت من حمامى وارتدين البرنس – تماما كالأغنياء أيضاً - .... يبدو أنها سفرية لتقليد الأغنياء الذين نراهم فى الأفلام القديمة ...
دخلت غرفتى لأشاهد التلفزيون وقررت أنى لن أخرج منها قبل الصباح .... فتحت التلفزيون فوجدت محمود قابيل أمامى ... قررت مخالفة ضميرى ومشاهدة محمود قابيل حتى ينتهى أو أنام .....
انتهى محمود قابيل ثم شاهدت فيلماً تافهاً لهاريسون فورد بعنوان Air Force One .. وهو أحد الأفلام التى تروج لشخصية الرئيس الأمريكى البطل ومساعديه العظماء .. وأمريكا التى لا تقهر ... حتى مع وجود بعض الإرهابيين أو الخونة ...
ياللرئيس البطل ... إنه يصر على إنقاذ الجميع حتى لو عرض نفسه للخطر ... وياللجنود البواسل ... كلهم يصر على افتداء حياة الرئيس ولو مقابل حياته هو شخصياً .... أمريكا فوق الجميع
انتهى الفيلم بانتصار الرئيس جيمس مارشال – هاريسون فورد – وعائلته وسلامة أمريكا وليذهب الإرهابى الروسى إلى الجحيم ....
ممممم ... فيلم آخر هو المرأة والساطور .... وفيلم آخر هو طأطأ وريكا وكاظم بيه ... سألت نفسى هل أشاهد التفاهة أم الغلاسة ... فكرت قليلاً وقررت أننى لن أشاهد أياً منهما ...
أشرب الكوكاكولا ... أطفئ الأنوار .... وأحاول أن لا أفكر فى الطائرات التى تسقط والتى شاهدتها بوفرة مع السيد هاريسون فورد ... فسأركب الطائرة بعد الغد .... وأنام ...

الأربعاء 22/8/2007
استيقظت فى السابعة والنصف على تليفون من مديرى ... أخذت دشاً سريعاً وانطلقنا للبوفيه ... وبينما نحن نحضر أطباقنا اكتشفنا الكارثة المريعة ... لقد انتهى الفول ...
لن أحدثكم كثيراً عن المشكلة التى أثرناها حتى أحضروا لنا الفول ... ولم يتعجبوا من ثورتنا فهم يعرفون أن الفول للمصريين كلحوم البشر للكانيبالز ....
وصل السائق باكراً جداً وحملنا وانطلقنا للعمل .... وفى الطريق مررنا بقصر الرئاسة وهو قصر فخم وجميع الشوارع حوله يمكن المرور منها بسهولة تامة .. فالناس فى السودان – وهذا غريب جداً بالنسبة للوطن العربى – يحبون رئيسهم بالفعل رغم أنهم دولة فقيرة أو شبه فقيرة ... والناس لا يحبون رئيسهم إلا حين يكونون أغنياء تماما كدول الخليج ....
لاحظت انتشار الضباط والعساكر بشكل كبير فى الشوارع .. وساءلت نفسى كيف لم أنتبه لانتشارهم وكثرتهم من قبل ؟؟ هل هو من فرط نحافتهم بحيث يكون كل ثلاثة منهم عسكرى واحد من عندنا ؟؟؟؟ وتمنيت أن أرى السادة اللواءات عندهم هل يتمتعون بنفس الرشاقة المؤذية أم أنهم كلواءاتنا البواسل جميعهم حامل فى التاسع ؟؟؟
أخبرتكم من قبل عن الكسل السودانى .. ولكننى اكتشف اليوم جانباً آخر من الكسل ... فقائدو السيارات إذا صادفتهم بالوعة فى الأرض فهم يمرون من عليها ولا يحاولون تفاديها ... هل تعلمون لماذا ؟؟ لأنهم يكسلون عن إدارة مقود السيارة بعيداً عنها ... وهذا ليس مزاحاً بل هو الحقيقة ...
وإذا وقفنا على مطلع الكوبرى لثوان معدودة يقوم قائد السيارة بجذب فرامل اليد بسبب كسله الشديد وعدم رغبته فى بذل مجهود الضغط على فرامل القدم ...
وهم يكرهون الشوارع المنحنية وال U-Turn كما نكره نحن ضباط الشرطة بسبب اضطرارهم لإدارة المقود .. وبسبب هذا الكسل المبالغ فيه تنتشر فيهم السيارات الأوتوماتيك بشدة ... ويكفى أن تعرفوا أن لديهم مدينة اسمها كسلة ... أو كسلا ... وأن معظم إعلاناتهم تركز على فكرة الراحة .....
وصلنا للعمل لنتحمل نفس الكسل السودانى .. واكتشفنا أيضاً الكثير من الغباء ... ولو كنت أعلم أنكم تعملون بالمحاسبة لأخبرتكم عن غباء الموظفين الذين تعاملت معهم وكيف تسير الأمور ؟؟
قال لى أحد المصريين الذين قابلتهم فى العمل وقد مضى عليه شهر فى السودان أنه اكتسب نفس الكسل السودانى ... وأخبرنى أن أكثر قطعة أثاث موجودة فى المنازل هى الفراش ... فكل منزل يجب أن يكون به العديد من الأسرة ( جمع سرير ) ليستطيع سكان المنزل النوم فى الوقت الذى يريدونه دون اضطرار للوصول إلى غرفة النوم ذاتها ....
وهم فى السودان يسمون الزواج بالمشروع المقدس ... ربما لأنه من المشروعات التى توفر لمنفذها الكثير من النوم ... تباً لهم .. لقد بدأت أتثاءب ....
لن أحدثكم كذلك عن جهاز الكمبيوتر الجديد الذى لا يعمل الذى أحضروه ومفاوضاتنا مع شركة الكمبيوتر لإبداله .. المهم أن هذه المفاوضات استغرقت اليوم كله تقريبا مع مفاوضتنا مع شركة الإنترنت لزيادة السرعة ... تساءلت فى البداية لماذا يرفضون زيادة السرعة رغم أننا سندفع مقابل هذه الزيادة ... ثم فطنت إلى السبب ... هم يكرهون السرعة وكل ما يمت للسرعة بصلة ....
انتهى اليوم على خير ورحلنا فى الساعة الرابعة والنصف ....
عدنا إلى الفندق ومررنا فى طريقنا بمطعم أمواج لنشترى طعام الغداء والعشاء كالعادة ... فى غرفنا تناول كل منا طعامه ثم التقيت مع أحد شركائى فى غرفته لنشاهد سوياً مباراة مصر وكوت دي فوار الودية ...
وبعد فاصل من حرقة الدم الخزعبلية عدت إلى غرفتى وأكملت بقية طعامى وقلبت فى التلفزيون قليلاً فلم أجد ما يمكننى مشاهدته ففضلت النوم .....

السبت، أغسطس 25، 2007

من الخرطوم أكتب لكم ... الحلقة الأولى

الإثنين 20/8/2007
" سوكولوكو مالاهابى شيكابالا يديعوت أحرونوت ... سنكافولا سنكافولا سنتافيه ....... "
كانت هذه – على ما أذكر – كلمات الطيار الكينى والتى تؤكد لنا بما لا يقبل الشك أننا وصلنا بسلامة الله إلى الخرطوم ...
لم يكن طياراً سيئاً بحال من الأحوال ولم تكن الرحلة مزعجة بغض النظر عن المطبات الهوائية وعن أن الطائرة كانت تتبع الخطوط الجوية الكينية وتشبه الطائرات الورقية وعن الرجل السودانى الجالس أمامى الذى لم يتوقف عن الثرثرة مع جيرانه ولا عن طلب كل شئ تمر به المضيفة السمراء الكينية بدءاً من الكولا وحتى استمارة الدخول لغير السودانيين !!!
هبطنا فى مطار الخرطوم الدولى فى تمام الثالثة صباحاً وسط هدوء شديد ... وأول من قابلنا هو الجراد الذى أحسن استقبالنا فلم يصطدم بوجوهنا ... كنا وحدنا فى المطار ولم يكن عددنا كبيراً ولم يكن هناك سوانا من الأساس ... دخلنا إلى صالة المطار فأحسن السادة الضباط معاملتنا ... ربما شفقة منهم علينا كمصريين بعد هزيمة الأهلى أمام الهلال السودانى بثلاثية نظيفة فى السودان منذ ساعات ...
أنهينا إجراءاتنا وخرجنا لاستقلال السيارة التى كانت تنتظرنا فى الخارج لنتوجه إلى فندق السلام روتانا – الخرطوم
كان فندقاً فخماً بكل ما تعنيه الكلمة من معان ... لم يكن ليقل عن خمسة نجوم بأى حال من الأحوال ... أعطينا موظف الاستقبال جوازات سفرنا وتأكيدات حجز الغرف وريثما وقعنا الأوراق كانت الجوازات قد عادت إلينا فى واحدة من أسرع عمليات التصوير التى شهدتها فى حياتى ...
صعدنا إلى غرفنا الفخمة .... دخل كل من ثلاثتنا إلى غرفته ... أبدلت ملابسى واستلقيت على السرير كدب قطبى مرهق بينما الساعة تدق الرابعة صباحاً وكلى أمل فى أن يسقط الفندق على رؤوسنا فلا يوقظنى مديرى فى السابعة والنصف .
**********
لم يسقط الفندق على رؤسنا – ولا تتعجبوا فما كل ما يتمنى المرء يدركه - ... دق هاتف غرفتى عشرات المرات دون أن أفكر حتى فى التفكير فى الرد .. ولكننى أخيراً مللت فأجبت بصوت متماوت فجاءنى صوت موظف الاستقبال السودانى المهذب يقول إن مديرى حاول إيقاظى ففشل فكلفه بهذه المهمة ....
استيقظت من النوم – أو أن جسدى هو الذى استيقظ لو شئتم الدقة - ... جررت أقدامى جراً إلى الحمام غسلت وجهى ودعكت عينى عشرات المرات دون أن أفلح فى إيقاظ عقلى ... فكرت للحظة بأن أجلس على قاعدة الحمام لأمارس حقوقى الطبيعية ولكننى تذكرت أن هذه الأماكن الفخمة تعانى من مشكلة مزمنة فى الشطافات ... وتأكدت من هذا بلمحة سريعة ... فصرفت نظر عن فكرة حقوقى الطبيعية فى الوقت الحالى ...
وضعت رأسى تحت صنبور المياه وتأملت جميع الأشياء الموجودة على مرآة الحمام بدون فهم ثم هززت رأسى متعجباً من هذه الفنادق التى تضع مصنوعات فضائية للنزلاء ... خرجت وارتديت ملابسى وتوجهت للقاء شركائى لنتناول الإفطار فى الأوبن بوفيه ... كان علىَّ أن أخدم نفسى بنفسى .. تناولت بعض الفول غير المهروس ... وبعض البيض المقلى بلا طعم .. وبعض الأشياء التى حاولت خداع عقلى المرهق وإقناعه بأنها خبز ....
ثم انطلقنا إلى السيارة التى تنتظرنا بسائقها السودانى النحيف المبتسم دائماً .. وانطلقنا نجوب شوارع الخرطوم ...
**********
أول ما يلفت نظرك فى الخرطوم هو انتشار السيارات البيضاء هناك بشكل عجيب ... فمن كل عشر سيارات ملاكى ستجد 7 على الأقل بيضاء ... كما أن لترقيم السيارات أسلوب جميل أفهمنى إياه السائق المبتسم ...
فالسيارات معظمها تتكون من أربع أرقام وفوقها بعض الحروف ...
فمثلا تجد : خ أ ك
ومعنى هذا أن السيارة تتبع مرور الخرطوم ( خ ) ... ثم إنهم يبدءون بعد ذلك بوضع حروف تتابعية ... خ أ ... ثم تنتهى فيضعون خ ب .. ثم خ ت ... وهكذا حتى تنتهى خ ى ... فيبدأون خ أ أ .... وهكذا يستطيعون الحفاظ لأطول فترة ممكنة على معدل 4 أرقام للسيارة مكتوبة بخط واضح جميل يسهل قراءته من ظباط المرور ... وهذا لا يمنع وجود سيارات من ثلاثة أرقام أو رقمين ...
وضباط المرور فى الخرطوم هم أكثر الضباط الذين يمكنك رؤيتهم نحافة ... هم كائنات نحيفة يحمل كل منهم لاسلكى كبير ويشير للسيارات دائماً بالمرور ... وأحياناً بالتوقف .... وأعود لأؤكد لك أنهم فى غاية النحافة حتى أنهم أحياناً يختفون وراء إشارات المرور ...
والإشارات هناك لها شكل جميل مختلف ... فهناك العمود المعروف المنتصب فوق الأرض .. ويخرج من أعلاه عمود آخر أفقى بالعرض معلقة فيه الإشارة الثلاثية الشهيرة فتصبح فى منتصف الشارع بدلاً من أن تلوح رأسك يساراً أو يميناً لكى تراها ...
والسائقون فى الخرطوم يحترمون الإشارة جداً ... أرجو تسجيل هذه الملاحظة ....
وصلت لمقر الشركة فوجدت هناك المدير التنفيذى والمدير المالى المصريين ومدير عام الشئون المالية السودانى وبعض الموظفين وسكرتيرة حسناء نوعاً ما ... كلا هى ليست حسناء ... بل هى امرأة لطيفة وحبوبة لو شئنا الدقة .... عقدنا اجتماعا سريعاً لكى نتعرف عليهم ثم نبدأ العمل .. رحل المديرون الثلاثة ليواصلوا اجتماعاتهم مع بعض الجهات الخارجية ثم بدأنا نحن اجتماعنا الداخلى لنقوم بفحص دفاتر الشركة وعملها المحاسبى ووضع نظام كمبيوتر لتسجيل الحسابات .... وبدأ احتكاكى الحقيقى مع السودانيين ...
السودانيون هم أطول شعوب الله بالاً وأوسعهم روحاً وأكثرهم عدم تقدير للوقت ...
جاء المحاسب الوحيد فى الشركة فطلبنا منه بعض الدفاتر والأوراق فقال : ان شاء الله خير ... ثم ذهب وغاب فترة طويلة ثم عاد بعد أن نسى – ونسينا – ما طلبنا ...
طلب مسئول تكنولوجيا المعلومات الذى حضر معنا من القاهرة أجهزة كمبيوتر جديدة .. جهازين فقط لا غير .. وكنا قد طلبناهما منذ أسبوع ... فقال الأستاذ المحاسب : إن شاء الله خير ... لقد حجزناهما وسنذهب لاستلامهما الآن ... ثم خرج من الشركة لإحضارهما فى الساعة العاشرة ولم يعد إلا فى الرابعة عصراً ....
ومن العاشرة حتى الرابعة لم نجد من يفيدنا بأى شئ سوى السكرتيرة السمراء الحسناء نوعا ما ... التى اتفقنا على أنها ليست حسناء ... بل هى امرأة لطيفة وحبوبة لو شئنا الدقة .... والتى لا تعرف الكثير أيضاً .....
وفى الثانية بدأت الأمطار فى الهطول ....
وعندما أقول الأمطار وأنا أتحدث عن – ومن - السودان فهذا يعنى رصاصات سريعة تخترق الجماجم وليست أمطاراً كأمطارنا نحن المصريين ... كانت غزيرة وقوية إلى حد لا يصدق وبدأت البرك تتكون بشكل يفوق العقل .....
فى الرابعة قررنا الرحيل بعد أن انقطعت الكهرباء عن المكان وبعد انقاطعها عاد السيد المحاسب وقال أنه لم يستطع إحضار الأجهزة اليوم بسبب الأمطار ووعدنا بأنه سيحضرها فى المساء حتى نجدها جاهزة صباحاً ثم قال أنه قد أعد لنا حفل غداء فى الهيلتون ....
وااااااااااااااو ... سأدخل الهيلتون أخيراً ... وسأتناول غدائى فيه أيضاً !!!! باضت لك فى القفص يا معفن .. هكذا قلت لنفسى
جاءت السيارة وحملتنا إلى الهيلتون وسط الأمطار – التى عرفت فيما بعد أنها معتادة فى الخرطوم - ... دخلنا من بوابة الهيلتون فوجدنا السقف تتساقط منه المياه وقد أتى المسئولون ببعض الخرق القماشية ووضعوها على الأرض وبعض الجرادل أيضاً ووقف بعض العمال السودانيين ليبعدون الناس عن المكان المبلل بالماء ... تساءلت هل هذا الهيلتون يتبع سلسلة مطاعم الهيلتون العالمية أم أنه جزء من لوكاندة المندرة ؟؟ فقيل لى بل هو يتبع سلسلة مطاعم هيلتون .. فعرفت لحظتها لماذا تم القبض على باريس هيلتون وريثة هذه الفنادق .
تناولنا غداءا سريعا فى الاوبن بوفيه .. ثم كان أمامنا خياران ... أن نعود إلى فندق السلام روتانا أو أن نجلس فى بهو الهيلتون لنتناول الشيشة .... ورغم عشقى للشيشة إلا أن نفسى التى ترغب فى النوم كما يرغب دراكولا فى دماء بشرية اختارت العودة للفندق .... وليتها لم تختر ....
الأمطار سدت الشوارع تماما ... والخرطوم – كما علمت فى هذا اليوم – تحتوى على واحدة من أسوأ شبكات الصرف الصحى فى العالم إن لم يكن فى الكون .... فاستغرقت رحلة العودة حوالى 3 ساعات .. أى أنها استغرقت وقتاً أطول من رحلتنا من القاهرة إلى الخرطوم !! شاهدنا فى بداية تحركنا بعض الشباب مقطوعى الأيدى والأرجل الذين يشحذون من ركاب السيارات.. فقال السائق المبتسم إياه فى قرف: هؤلاء ليسوا سودانيين .. بل هم من بعض الدول الفقيرة مثل تشاد والحبشة ..... ابتسمت رغماً عنى ... فهو يعتبر تشاد والحبشة دولاً فقيرة ينبغى القرف حين يتحدث عنها ....
مع ازدحام المرور بهذا الشكل حيث كان يمر علينا أحيانا ربع ساعة دون أن تتحرك سيارتنا بدأت التأمل جيداً فى المارة فلاحظت شيئاً غريباً ...
" بنات السودان زى القمر .... " هذه هى الملاحظة الأولى التى وردت إلى ذهنى فى هذه اللحظة ...
كثيرات منهن تتمتع بسمار جميل ... ليس سوداً بل سمار فقط ... ابتسامتهن جميلة .... وعيونهن جميلة ....
شاهدت أمام باب الجامعة بعض الطالبات والطلبة الروشين الذين يمزحون ويتضاحكون ... وأدهشنى أننى اندهشت لذلك وظننت أن شباب مصر هم الشباب الروش الوحيد فى العالم العربى .
شئ آخر لاحظته وهو أنه حينما تتحول الأراضى لبرك فإن الكل يخلع حذاءه ويشمر بنطاله ويسير .... شاهدت عساكر مرور يفعلون ذلك دون مشكلة ... وشاهدت رجلاً يرتدى بذلة كاملة ويحمل لاب توب ويسير بنفس الطريقة
شاهدت أيضاً مبنى كبير مكتوب عليه " مقر الأمن والمخابرات " بدون أى حراسة تقريباً ... ذكرنى هذا بمحطة المطار السرى .... وشاهدت مبنى آخر مكتوب عليه : وزارة رئاسة الوزراء ... لم أفهم يوماً فى التكوينات السياسية ويبدو أنى لن أفهم فيها أبداً ...
بعد معاناة طويلة وصلنا أخيراً إلى الفندق يقتلنا التعب والإنهاك ... صعدت إلى غرفتى ودخلت على الإنترنت قليلاً وشاهدت تلفزيون الفندق قليلاً وسقطت نائماً قبل أن تدق الساعة التاسعة .

الأحد، أغسطس 19، 2007

عصام اسماعيل خلاها خل خالص

ظهرت علينا لوسى مؤخراً بكليب من جزئين ... الجزء الأول عبارة عن أغنية رومانسية تحاول أن تظهر فيها إمكانيات صوتها المزعومة ... والثانية أغنية من ذلك الطراز الذى تفضله الراقصات .. وفى الأغنية الأولى ظهر معها مطرب اسمه عصام إسماعيل .. رن الاسم فى أذنى ولكننى قلت من المستحيل أن يكون هو الملحن الجميل عصام اسماعيل .. ولكن الجزء الثانى من الكليب والذى حمل عنوان خليتها خل خالص قد حمل فى نهايته اسم عصام اسماعيل مسبوقاً بكلمة الملحن ... فعرفت فوراً أن الذى شاركها فى الغناء هو الملحن عصام اسماعيل ... من هو عصام اسماعيل هذا ؟؟
هو الملحن الذى لحن لمحمد فؤاد أغانى الحب الحقيقي والقلب الطيب ويا رب وقلبي وروحي وعمري وياللا هوا ولو
وهو الذى غنى له هانى شاكر تعالوا
وغنى له خالد عجاج وحدانى وبالخير ويوم
ولحن لمجد القاسم معظم أغانى ألبوم أيوب
وغير ذلك الكثير
عصام اسماعيل الذى غنى له كبار المطربين العرب مجموعة من أحلى أغانيهم ظهر مع لوسى ( واتحزم ) ورقص بلدى وهز وسطه فشر لوسى فى زمانها
لقد اعتبرنا أن الأغنية التى لحنها لنجلاء هى سقطة لن تتكرر ... ولكنه يصر على الاشتراك مع لوسى وبدال المرة ... اتنين
أتوقع قريباً أن أسمع دويتو لعمر خيرت مع فيفى عبده ... وربنا يستر

الأحد، أغسطس 12، 2007

لك الله يا أزهر

دة بقى حوار طازة عملته جريدة المصرى اليوم مع الشيخ الصاعد بقوة الصاروخ الشيخ محمد سيد طنطاوى
الجريدة بتسأله عن حكم المرتد فى الاسلام قام الشيخ رادد وقايل ايه بقى ؟
قال المرتد قطيعة تقطعه هو وأبوه .. يعني هل حكم الاسلام فى المرتد ان قطيعه تقطعه هو وابوه ؟؟ يعني هل فيه حديث فى البخارى ومسلم عن ابي هريرة مثلا ان سيدنا النبي قال ان المرتد قطيعة تقطعه هو وأبوه ؟؟
وهل كان رأى كبار الصحابة فى عصر ابو بكر انهم يسيبوا المرتدين لحد ما ربنا يقطعهم هم وأباؤهم
وهل الدعاء على آباء المرتدين يجوز ؟؟
ثم يضيف فضيلة الامام بعبقرية ان الازهر مش هايعمل قناة اسلامية لانه متفرغ للدعوة .... يا عم الشيخ هو حد قال لك ان القناة دي هاتذيع كليبات نانسي عجرم ؟؟
بمثل هذه التصريحات والفتاوى أصبح طنطاوى شيخاً للأزهر ومن قبلها مفتى للجمهورية
بجد ... بجد ... لك الله يا أزهر