الخميس، سبتمبر 13، 2007

فى مصر ... رمضان كريم قوى

كل سنة وإنتوا طيبين
كل عام وإنتوا بخير
بعودة الأيام
لرمضان فى مصر طعم آخر .... لماذا ؟؟
لأننا شعب مؤمن جداً ... مؤمن بشكل غير طبيعي ... بل أكاد أزعم أننا أكثر شعوب الأرض إيماناً
لن تجد شعباً سوانا يترك أفراده قعدة المزاج للصلاة ثم يعودون للمزاج مرة أخرى
لن تجد تلفزيون سوى تلفزيوننا يقطع رقصة فيفى عبده ليذيع الأذان ثم يعود لاستكمال الرقصة
لن تجد شعباً يحتوى مخزونه اللغوى على كل هذا الكم من الألفاظ الدينية المشتركة بين المسلمين والمسيحيين
ربنا يسهل .. خليها على الله .. ربنا ييسر ... ربك كريم ... صلى على النبى .. إن شاء الله ... لينا رب اسمه الكريم .... ربك هو اللى بيرزق ... الله أكرم ... قول يا رب .... سبحان العاطى الوهاب ... الله أعلم ... وعزة جلالة الله ... والله العظيم تلاتة .... ادعيلى انت بس ... ارحمنى يا رب ... ربك لما يريد ... استغفر الله العظيم ... سامحنى يا رب ... بسم الله الرحمن الرحيم ... موسى نبي وعيسى نبي .... ربك مطلع
وعشرات الجمل الأخرى التى هى من صميم موروثات شعبنا المصرى .... حتى لو كانت مقتبسة فى الأساس من القرآن أو السنة فنحن نستعملها استعمال العامية أحياناً
صدقونى .... نحن شعب مؤمن جداً لذلك رضينا بقضاء الله وقدره ولازلنا نبايع

الاثنين، سبتمبر 10، 2007

النفاق مش كدة


فى العد رقم 5979 الصادر فى العاشر من سبتمبر 2007 من الأهرام المسائى قرأت مقالاً لشخص يدعى مراد عز العرب نصه الآتى

نعم يا سيادة الرئيس‏,‏ تابعتك العيون أمس وانت تتفقد المشروعات الجديدة في سوهاج‏,‏ وكنت قبلها في برج العرب والقرية الذكية‏,‏ وغيرها من المناطق في طول البلاد وعرضها‏,‏ لاتكتفي بالتقارير وإنما تحرص علي المتابعة الميدانية مهما تتطلب من جهد ومشقة‏,‏ غير عابئ بحرارة الجو وبعد المسافات‏,‏ بل علي العكس تماما‏,‏ نستشعر السعادة وابتسامة الرضا وأنت تري حجم الإنجاز‏,‏ كلما افتتحت مصنعا جديدا‏,‏ وقرية في الصحراء‏,‏وعقد تمليك لمسكن وقطعة أرض‏,‏ ومزرعة ثمار يانعة تضيف إلي الاقتصاد الوطني‏,‏ في تلك اللحظات تمتزج مشاعر الشعب مع القائد في لحظة ثقة وانتصار‏,‏ كم طال الصبر وكم ارتوت الجباه بحبات العرق‏,‏ إلا ان الحلم الكبير بات واضحا أمام الجميع‏,‏ حقيقة تؤكدها الأرقام‏,‏ معدلات النمو‏,‏ حجم الاستثمار‏,‏ ثبات سعر الجنيه‏,‏ معدلات التصدير‏,‏ اختراق الأسواق الجديدة‏,‏ ومفردات كثيرة أدركتها أجيال واعدة أكثر حظا وأكثر قدرة علي استيعاب تقنيات عصر التكنولوجيا‏.‏نعم يا سيادة الرئيس عقب جولتك أمس في سوهاج‏,‏ دارت الأحاديث بين أفراد الأسرة الواحدة‏,‏ هذا هو مبارك الذي عرفناه ونعرفه‏,‏ كلماتك التي تدخل القلوب البيضاء الوفية‏,‏ التي تري فيك قائدها الحكيم الذي لايلين ولايخضع لضغوط أيا كان مصدرها‏,‏ قائدها ذا النظرة الثاقبة التي تثبت الأحداث دوما سلامة التوجه بعيدا عن العواصف والتيارات العالية التي أغرقت الشعوب من حولنا‏.‏هذا الحب الكبير لك يا مبارك ليس وليد اليوم ولا الأمس القريب‏,‏ ولكنه رصيد تاريخ لايستطيع إنكاره إلا جاحد أو ناكر للجميل‏,‏ تاريخ يتحدث عن مصر التي عرفت المشروعات العملاقة والإنفاق غيرالمسبوق علي التحديث والتحول إلي دولة عصرية‏,‏ وعن خطوات متكاملة للإصلاح الشامل في جميع مساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية‏.‏ ومن رصيد هذا الحب الكبير‏,‏ يأتي نداء الجماهير لقائدها‏,‏ لاتلتفت يا مبارك لتلك الأصوات الزاعقة التي تحاول اختراق الصفوف‏,‏ تلك القلة التي وضعت أصابعها في آذانها وأغمضت عيونها فلا هي تسمع أو تري الواقع من حولها‏.‏إنهم عدد لايذكر بين الملايين الصادقة في مشاعرها‏,‏ الوفية في عهدها‏,‏ الواثقة في زعيمها‏.‏ وسوف تتواصل الإنجازات في ربوع مصر‏,‏ ويعلو البناء الشامخ‏,‏ فلا مجال لوقت نضيعه‏!‏


ذكرنى هذا المقال بنفاق الشعراء القدامى للحاكم عندما كان ينثر عليهم الذهب والفضة ليمدحوه ... بل لقد ذكرنى بمديح شعراء صدام لصدام الذى قالوا له فيه لو أن يد الله امتدت نحو البعث لقطعتها .... والنتيجة أنه لم يستطع حتى قطع يد بوش

سيدى مراد عز العرب

من أخبرك أن الشعب يحب الرئيس ؟؟؟

هل يمكن لشاب عاطل لا يجد قوت يومه أن يحب رئيسه ؟؟

هل يمكن لأب مات ابنه ذو الأحد عشر عاماً من فرط التعذيب فى القسم أن يحب رئيسه ؟؟

هل يمكن لشباب يتم تعذيبه فى دول أقل ما توصف بأنها متخلفة ... هل يمكن لهؤلاء الشباب أن يحبوا رئيسهم ؟؟

هل يمكن للمقهورين المسحولين المعذبين الفقراء أن يحبوا رئيسهم ؟؟

صدقنى ... مزرعة فواكه ومقهى إنترنت لا يكفيان لجعلنا نحب أو نؤيد مبارك .... ارجوك أن تنزل إلى الشارع وتستمع إلى نبضه جيداً ... ثم تكتب

عزيزى مراد ..... النفاق مش كدة

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2007

الزوجة الثانية


هل شاهدت فيلم الزوجة الثانية ؟؟

بالتأكيد ... لا جدال فى هذا

وإن لم تكن شاهدته فأنت مجبر - بما أنك على مدونتى - أن تقرأ ما سأكتبه عنه الآن

أى إبداع سكن هذا الفيلم سواءا فى القصة أو السيناريو أو الحوار أو الأداء أو الإخراج أو الموسيقى ؟؟؟

القصة تحمل منتهى الهم والفكر السياسى ... ذكرتنى بنفس الإبداع الموجود فى شئ من الخوف ... اغتصاب البلد من أهلها المساكين .. حيث فاطمة ببساطة هى مصر .. ومصر ببساطة هى فاطمة

حوار الفيلم الذى تعلقت به نفوسنا وحفظنا منه عشرات الجمل ... أمك وقعت يا أبو العلا ... يا سلام ع الإنسانية يا سلام ع الحنية ... خسارة فيا ؟؟ لا خسارة ليا ... الليلة كوم وبقية الأيام كوم يا عمدة ... وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم

عشرات الجمل التى حفرها أصحابها فى أذهاننا وقلوبنا ببساطة وسهولة ويسر

صلاح أبو سيف ... المخرج العبقرى فعل فى هذا الفيلم ما لم أره فى غيره من إبداع .... ففى هذا الفيلم أنا لا أشاهد القرية .. ولكننى أعيش فيها .. وليس من المصادفة أن الجميع من سعاد حسنى وحتى أصغر كومبارس كلهم أجادوا بشكل غير طبيعي ... فمن السبب فى هذا ؟؟ إنه صلاح أبو سيف ولا شك فى هذا ... ويكفينى المشهد الخالد ... مشهد الاحتفال بميلاد ابن شقيق العمدة ورقصة سعاد حسنى بينما العمدة عتمان وزوجته حفيظة ينظران من فتحة فى الجدار ... هذا المشهد بمليون جنيه على الأقل ... ولست أدرى كيف صنعه أبو سيف؟؟؟ أى عبقرية هبطت على رأسه وقتها ؟؟؟؟

أما الأداء فحدث ولا حرج ... شكرى سرحان - رغم مساحة دوره الصغير إلا أنه مثل الشخصية المقهورة كما ينبغى أن تكون ... ويكفيه مشهد طلاقه لزوجته ... أداه بعبقرية

سهير المرشدى .... زوجة الأخ الشامتة الكيادة التى تسبب الضيق لسلفتها ,,,, وآه من سلفتها هذه

آه من سناء جميل وما فعلته فى هذا الفيلم ...... كانت هى صاحبة أعظم أداء بنظرات العيون فى هذا الفيلم ... دعكم من تمثيلها وانظروا فى عينيها جيداً طوال الفيلم ... هل يسكنهما شيطان الفن أم أنها تهيؤات ؟؟؟

حسن البارودي ... رجل الدين الموالس مع الحكومة فى كل زمان ومكان وجملته الخالدة ... وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ... هو بداخله طيب ولكن ما باليد حيلة .... العمدة عايز كدة

ممثل لا أذكر اسمه ولكنه الذى قام بدور ضابط النقطة ... ذلك الذى كان يأكل البط ويملى المحضر .. س: إيه اللى وداك بيت العمدة ؟؟

ج : هو اللى بعتلى

عبد المنعم إبراهيم .... فقط انظروا إلى شكله وأدائه كلما ظهر الطعام فى الفيلم

صلاح منصور .... كيف لم يحصل على الأوسكار فى هذا الفيلم ؟؟؟ هو أعظم أدواره على الإطلاق

العمدة البخيل الشهوانى الظالم المفترى الذى تنطبق عليه جميع صفات الحاكم فى بلادنا الغلبانة

هل نسيت أحداً ؟؟؟ كلا .... لم أنس سعاد حسنى بالطبع .... لكن لا يجب أن أختم بسواها

هى فلاحة بنت فلاحين

هى الفلاحة المصرية بطيبتها ومكرها الأنثوى العتيد القديم

انظروا وهى ترقص فى سبوع الطفل كيف كانت رقصتها فلاحى مدهونة بالسمنة البلدى

أداءؤها

لغتها

أحاسيسها التى اخترقت الشاشة وقتلتنا جميعاً

هل تذكرون ذلك المشهد الذى قالت فيه لزوجها : العمدة اتجنن واشترالى منديل بأوية ... فثار أبو العلا وسألها : إيه اللى بينك وبين العمدة ؟؟ فقالت له وقد قطبت جبينها : اخص عليك يا راجل يا ناقص ؟؟ هو انا عيلة صغيرة عشان يضحك عليا بمنديل بتلاتة ابيض .. فبكى أبو العلا فقالت بقلق : أنا لازم اعرف مالك فيه ايه ؟؟

هل لاحظتم التنقل بين المشاعر المختلفة فى أقل من دقيقة ... فمن ضحك ودلال إلى غضب وحزن إلى قلق فى ثلاث جمل متتالية بشكل لا تفعله إلا السندريللا سعاد حسنى ... ولا أدرى كيف لم تحصل على جائزة أحسن ممثلة فى تاريخ السنيما المصرية

الزوجة الثانية هو أجمل كوميديا سوداء شاهدتها فى حياتى ... فالمعادلة المستحيلة أن تشاهد هذه المأساة وأنت تضحك ... ولكن صناع الفيلم حققوا هذه المعادلة المستحيلة ..... الله يرحمهم

الأحد، سبتمبر 02، 2007

من الخرطوم أكتب لكم ... الحلقة الثالثة والأخيرة

الخميس 23/8/2007
استيقظت فى السابعة والنصف كعادتى ودون أن آخذ حماماً غسلت وجهى وانطلقنا للبوفيه ... ولم يكن لى رغبة فى الطعام فاكتفيت بقطعتين من النقانق وشريحتين من اللانشون وقطعة مربى خوخ ثم قطعتين من شئ لا اعرف اسمه ولكنه يشبه الكورواسون بالشيكولاتة مع الشاى بالحليب ... ثم وجدنا السائق ووصلنا الشركة فى التاسعة والنصف ليصل بعدنا بربع ساعة أحد موظفى شركة الكمبيوتر ليحضر لنا هارد ديسك جديد ... وبالمناسبة فقد كان موعده فى الثامنة .... لن أتحدث عن هذا ... أحضر لنا الهارد ثم تطوع مشكورا بعمل فورمات للهارد الأول ليضيع عمل زميلنا مسئول تكنولوجيا المعلومات الذى يقوم به منذ ثلاثة أيام .... حسناً ... لن أتحدث عن هذا أيضاً .
كانت مهمتى اليوم مهمة مستحيلة ... أتحدى توم كروز شخصياً أن يقوم بها ... كانت مهمتى أن أقول بتعليم المحاسب كيفية العمل على النظام الذى نسجل به الحسابات على الكمبيوتر ... كنا نستخدم برنامجاً يدعى كومسيس ….. سأشرح لكم هذا البرنامج لو لم أنساه أنا شخصياً .... دعواتكم ...
يكفى أن أخبركم أن مديرى الذى حضر معى من مصر – وهو رجل ملتحى وبتاع ربنا – فاض به الكيل فسب الدين وأطلق من الألفاظ ما يكفيه ليعذب جوار أبى لهب فى النار .... أما أنا فقد أطلقت من الألفاظ ما يكفينى لأصبح أحد وسائل التعذيب هناك مع الغسلين ...
بالطبع نسيت الحسابات والمحاسبة بجلوسى مع محاسب الشركة وأعتقد أننى أصبحت مهدداً بالرفد من الشركة ... أو الرفت كما يحلو للمتقعرين فى اللغة أن يكتبوها ....
هل تذكرون الشاب الذى أخذ عدة دروس فى المذاهب الأربعة لمدة ثلاثة شهور ثم سأل أستاذه سؤالاً كى تثبت المعلومة فى رأسه ... وكان هذا السؤال هو : هل كان الرسول حنبلياً أم شافعياً ؟؟؟؟ هذا الشاب نموذج حى للذكاء إذا ما قورن بالمحاسب السودانى الذى أنسانى المحاسبة وأساساتها ....
لن أحكى لكم عن مغامرتى فى تعليمه ... المهم أننا رحلنا فى الساعة الثالثة لنزور السوق ونشاهد الخرطوم قبل أن نرحل منها مأسوف – أو غير مأسوف – علينا .....
استقلينا السيارة فقال زملائى للسائق نريد أن نشترى بعض البهارات والحناء .. فقال : جداً إن شاء الله ... وكلمة جداً معناها بالتأكيد .. قلت له أننى أريد شراء سوفونير لأصدقائى .. فقال : شنو ؟؟؟ وشنو تعني ماذا تقول ؟؟
لم أستغرب عدم فهمه ... فلو فهم المحاسبون لفهم السائقون فى هذه الدولة التى تعتبر الفهم قضية تهدد أمن الدولة ....
انطلق بنا إلى وسط المدينة لتنقض علينا شحاذة عجوز ومعها صبية صغيرة ... لم تكن جميلة – الصبية وليست الشحاذة - ولكنها كانت قمحية اللون وهذا يكفى لكى نظن أنها فرنسية فى دولة السواد الأعظم .... جرت الصبية خلفى عندما علمت من لهجتى أننى مصرى وأخذت تستحلفنى بالسيدة زينب لأعطيها بعض ال...... دولارات ...
ابتسمت وسألتها – بينما زملائى فى أحد المحلات - : إنتى منين ؟؟ قالت أنها من هوارة ....
سألت نفسى : هل وصل ذئاب الجبل إلى هنا ؟؟ ثم سألتها : هل وصل ذئاب الجبل إلى هنا ؟؟
قالت : لا أنا من هوارة من المنطقة الفلانية ( منطقة فى السودان ) ..... ظلت تسير معى وتكاد تتأبط ذراعى وهى تشحذ منى بأسلوب يتسم بخفة دم ... تأملتها فإذا هى فى حوالى الرابعة عشر من عمرها ... كان يمكننى أن أعطيها دولاراً مقابل قبلة ... ولكنى تذكرت أننى فى بلد ينتشر فيه الكوليرا والملاريا أكثر من المواطنين أنفسهم ...
ركبنا السيارة مرة أخرى وقال السائق أنه سيأخذنا إلى منطقة أم درمان حيث السوق الكبير هناك ... سرنا بالسيارة حوالى نصف ساعة شاهدنا خلالها التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق ..... حيث يوجد فى السودان نيلان هما الأبيض والأزرق يلتقيان قرب أم درمان ليكونا النيل الذى نراه فى مصر المحروسة ....
عندما وصلنا إلى أم درمان وجدنا العديد من المؤسسات كالمستشفيات وغيرها مكتوب عليها أم درمان ... مرة أمدرمان ... ومرة أم درمان ... سألت السائق هل الصحيح أم درمان أم أمدرمان ؟؟ فقال بذكاء : أى نعم صحيح .... وبالمناسبة فقد كانت هذه إجابته على أى سؤال يوجه إليه ...
دخلنا أم درمان فى شارع يتلوه شارع يتلوه زقاق حتى وصلنا إلى منطقة ضيقة جداً هى السوق ... ولأننى لم أحضر معى الكاميرا الخاصة بى فسأحاول أن أصف لكم المكان
هو عبارة عن شوارع كثيرة تتقاطع طولاً وعرضاً مكونة عشرات المربعات التى تمتلئ عن آخرها بالبائعين والمحلات الصغيرة والشباب الذين يدفعون أمامهم عربات صغيرة تحتوى على البضائع .... كما تحتوى – مثل سائر أقطار الخرطوم – على الكثير من الركش – جمع ركشة - ... والركشة هى موتوسيكل تمت تغطيته ويتم استخدامه لتوصيل المواطنين وحاجياتهم ... ولمن لم يستوعب ما هى الركشة أخبرهم أنها التكتك ... وهم يطلقون عليها التكتك أيضاً أحياناً ....
دخلنا السوق الضيق وبعد العديد من المغامرات التى خاضها السائق تمكن من أن الانتظار جانباً .... ونزلنا ونزل معنا واشترى زملائى بعض التوابل والحناء وقام السائق بواجب معهم حيث قام بالفصال كما ينبغى ... وعندما وصلت أنا لأشترى بعض الإكسسوارات لأصدقائى كأحد أنوع ال Souvenir أو التذكار تخلى عنى السائق ولم يذهب معى ... وذهبت وحدى للبائع لأكتشف أحد أهم مميزات الكسل الشديد لدى السودانيين ...
أمسكت بأحد المسابح وسألت البائع : بكم هذه ؟؟ فقال : بخمسة وعشرين .. قلت له سأشترى كمية فقل كلاماً جاداً حتى أشترى منك .. فنظر لى بكسل وقال : خدها بخمستاشر ....
هكذا بسبب أنه كسول ولا يريد إضاعة مجهوده فى الفصال ....
اشتريت منه مجموعة من الإكسسوارات تساوى – كما قال فى البداية – 50 جنيها - .. وبعد الفصال اتفقنا على 32 جنيها .. سألته : ألن تعطنى هدية بعد كل هذه المشترايات ؟؟؟ بمنتهى الكسل أعطانى مسبحة صغيرة ....
أخذتها منه ثم أخرجت من جيبى 30 جنيها وأعطيتها له وعندما طالب بالجنيهين قلت له أننى من منطقة من مصر تدعى شبرا ولن يستطيع أن يخدعنى فما اشتريته لا يساوى أكثر من ذلك .....
تركته وتوجهت للسيارة وبدأنا رحلة الخروج من السوق حيث الزحام الشديد ....
خرجنا من السوق بعد كفاح يفوق ما قامت به الثورة الفرنسية ضد النازية ...... قبل أن أكمل أود أن أقول ملاحظة صغيرة ...
أنا الآن على متن الطائرة المتجهة إلى القاهرة ونحن نطير منذ حوالى عشر دقائق أو ربع ساعة ويبدو أن شيئا ما ليس على ما يرام .... نعود لقصتنا .....
ما إن ركبنا السيارة حتى بدأت تمطر ... بدأ كمطر خفيف ثم بدأ يزداد حدة حتى صار قوياً ... ويبدو أن الأمطار التى قابلتنا أبت إلا أن تودعنا ....
ملاحظة أخرى ... أقسم لكم أن شيئاً ما ليس على ما يرام فى هذه الطائرة اللعينة ......
انطلق بنا السائق – سائق السيارة وليس الطائرة - فى الأمطار وبدأت الطرقات فى الزحام كأن هناك متلازمة فى السودان ما بين الأمطار والزحام أو كأن السماء تمطر ماءاً وسيارات ......
أمام مطعم أمواج توقفنا قليلاً لنشترى بعض الطعام .... اشترينا دجاج بروست – وجبة لكل منا – ورغم أنها لذيذة إلا أنها لم تعجب زميلنا مسئول تكنولوجيا المعلومات – هكذا قال لى الآن - ...
" هل تسقط الطائرة أم أنها تهيؤات ؟؟؟ "
وصلنا إلى الفندق فى السادسة والربع وافترقنا فى الممر .... حاولت فتح غرفتى بالكارت الممغنط ولكنه رفض .. ظننت أننى وضعته مقلوباً مثل كل مرة ... تأكدت من كونه فى الوضع الصحيح ... ثوان وظهر شركائى فى الرحلة ليؤكد كل منهم أن الكارت رفض فتح الغرفة وبالعودة للاستقبال أخبرونا أن الحجز ينتهى فى الثانية عشرة ظهراً ... ولكن موظفة الاستقبال – إكراماً لخاطرى وسواد عيونى – وافقت على أن تمد لنا الحجز حتى السابعة والنصف مجاناً ... أخذنا الكروت وانطلقنا للغرف على أن نلتقى فى السابعة والنصف لننهى إجراءات المغادرة ونتجه للمطار حيث الطائرة فى التاسعة مساءا ...
" أتمنى أن تكون تلك الاهتزازات هى مجرد مطبات هوائية فقد مرت نصف ساعة على الطيران ولازالت أضواء الطائرة مغلقة وعلامة ربط الأحزمة مضيئة "
" المزيد من عدم الاستقرار فى الطائرة .... تباً .. الفوبيا بدأت تعمل عملها فى داخلى " .....
فى السابعة والثلث حضر صديقى مدير تكونولوجيا المعلونات وأنا آخذ حمامى فاعتمدت على أمانته وفتحت له الباب وأنا عار تماما وقلت له أن ينتظر لثوان قبل أن يدخل حتى أعود للحمام .. ولا أدرى هل نظر أم لا ......
ارتديت ملابسى بسرعة وقابلنا مديرى وانطلقنا إلى الاستقبال لننهى إجراءاتنا ونسبح وسط عشرات الأسئلة ومحاولات الفكة وأسعار العملات من الدولار للجنيه السودانى ... حصلنا على الفواتير ثم غادرنا الفندق ووصلنا إلى المطار فى الثامنة تماماً ....
" هل تحتوى هذه الطائرة على صندوق أسود أم أن سرنا سيدفن معنا ؟؟ "
فى المطار ... دخلنا من البوابة ووصلنا إلى مكان أخذ التذاكر المحجوزة باسمنا وترك الحقائب للطائرة ... سألتنا الموظفة بأدب إن كنا قد دفعنا رسم المغادرة فنفينا فقالت ادفعوه ... 35 جنيه للفرد ... هل يمكن أن ندفعها بالدولار ؟؟ لا يمكن ... ولكن هذا هو مكتب الصرافة يمكنكم تغيير بعض العملات منه ....
نتجه إلى مكتب الصرافة ... لا يوجد أحد ... ندوخ السبع دوخات حتى نعرف أين المسئول عنه فلا نجده ... يمر الوقت وتصل الساعة إلى الثامنة وخمس وثلاثون دقيقة .... حتى يظهر أخيراً بكرشه المتدلى أمامه ويقبل بمزيد من التعالى أن يغير لنا العملة ...
" تم فتح أنوار الطائرة ولكن شيئاً ما ليس على ما يرام ... ليست هذه أول مرة أطير فيها " .....
ندفع النقود ونتجه لصالة الانتظار .... نجلس قليلا وفى التاسعة وخمس دقائق يطلبون منا أن نتوجه للبوابة .. نتجه ونركب الأوتوبيس الذى يتجه بنا إلى الطائرة ... ننزل من الأوتوبيس فنجد كل الناس تتجه لأحد سلالم الطائرة بينما الآخر لا أحد عليه .. وكمصريين نستخدم الفهلوة ونتجه للسلم الآخر .... ونجلس أخيراً فى الطائرة ... فقد كان نظام التذاكر هنا free seats ... أى أن التذاكر بدون أرقام مقاعد ومن يجد مقعداً خالياً يجلس عليه .... وبالفعل لم يجد بعض الناس مقاعد وهبطوا إلا شخصاً واحداً ظل واقفاً لفترة حتى أفهموه أنه لا أمل فى أن يهبط أحد الركاب فى نصف المسافة ليجلس هو مكانه ... اقتنع بقولهم فى دهشة ثم نزل ....
أنا الآن فى الطائرة ... ولو قرأتم كلماتى هذه فمعناها أننا وصلنا بسلامة الله وأمنه ...
أنهيت مذكراتى عن الخرطوم وسأتفرغ الآن لمشاهدة فيلم Spider man الذى تعرضه الطائرة
بقى أن أقول لكم أن الخرطوم مدينة جميلة وفيها الكثير من التطور خاصة فى مجال المعمار ... وفيها مصنع لتجميع سيارات سوناتا الشهيرة .... لقد أحببت هذه المدينة .... وأعتقد أنها أحبتنى ... وإلا لماذا بكت أثناء مغادرتى ؟؟؟؟

السبت، سبتمبر 01، 2007

إلى وزير الخارجية




أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط فى حوار مع جريدة الأهرام : لا نتهاون فى حماية مواطنينا فى الخارج






طب احموهم فى الداخل الأول