الأحد، أكتوبر 27، 2013

شعب متراقب بطبعه # 2

استكمالا لمقال العدد السابق .. نستمر في رحلة إثبات أنّ أنجح الأعمال الفنية هي التي خاطبت غرائز الشعب المصري .. وأنّه لا ذنب لنادية الجندي ولا نبيلة عبيد ولا غادة عبد الرازق في انحطاط أخلاقه....... كنت أتناقش مع أحد أصدقائي عن مقالي في العدد السابق عن فيلم" خلي بالك من زوزو" فقال لي أن سعاد حسني بطبيعتها كانت فنانة استعراضية خفيفة ولا يُعتدّ بها لتقدير المستوى الأخلاقي ... ورغم عدم منطقية حديثه لأن سعاد حسني أصلا كانت فتاة أحلام كل شباب مصر ولأن فيلم "خلي بالك من زوزو" استمر في دور العرض لمدة ثلاثة أعوام مما يوحي بتحكمها في الذوق المصري تماما إلا أن سعاد حسني ممثلة ( تقيلة ) بلغة أهل السينما .. فهي التي قدمت "الاختيار" و"شروق وغروب" و"أين عقلي" و"نادية" و"الدرجة الثالثة" و"الكرنك" و"الراعي والنساء" .. حتى أفلامها الكوميدية كانت من أهم علامات السينما الكوميدية سواء قديما مثل "إشاعة حب" أو بعد تقدمها في العمر مثل فيلم "غريب في بيتي" .. إلا أنها قدمت مجموعة من الأفلام ذات الطابع ( الهلسي ) التي لا مبرر لها سوى بعض القبلات والمايوهات .. مثل "بابا عايز كده" و"حواء والقرد" وغيرها حتى إذا ابتعدنا عن سعاد حسني لأنها ممثلة خفيفة وقدمت عشرات الأفلام ولا يصح أن نحكم عليها من عشرة أو خمسة عشر فيلم .. وننطلق للفنان صاحب الأفلام الهامة في تاريخ السنيما على غرار "الخطايا" ... للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي كان أنجح أفلامه في السينما على الإطلاق هو فيلم "أبي فوق الشجرة" المليئ برقص نادية لطفي ومشاهدهما الساخنة .. ولا أدري أيّ طالب جامعي هذا الذي يحمل كل هذا الكم من التجاعيد في وجهه ولا أيّ راقصة هذه التي تحمل معالم الزمن فى وجهها المكرمش .. ولكن الرقص والعري والقبلات دائما ما يحصلان على سوقهما الناجح عند الشعب المصري .. المتدين بطبعه كان هذا الفيلم إنتاج عام 1969 .. ويروي البعض أن محرم فؤاد أراد صناعة فيلم ناجح فاستعان بنادية لطفي عام 1971 في فيلم "عشاق الحياة" مع عدد أكبر من القبلات حتى يتفوق على عبد الحليم يرى البعض أن نهاية الستينات وبداية السبعينات هي بداية فترة الانحطاط الأخلاقي في مصر بسبب هزيمة 1967 ... فمن المعروف أن الفترات التى تعقب الهزائم السياسية والعسكرية عادة ما تكون فترات انحطاط لمحاولة الهروب من الواقع .... في تلك الفترة لم يكن يخلو شريط عرض سينمائي من بدلة رقص وبعض القبلات الحارة ... ربما يكون هذا الكلام صحيحا .. ولكن في مصر قلة الأدب و(الأباحة) لها تاريخ طويل ... لن أتحدث عمّا أكل عليه النقاد وشربوا من مونولوجات قديمة مثل: " يا سمباتيك خالص يا مهندم وبعد العشا يحلى الهزار والفرفشة وارخي الستارة اللى فى ريحنا" .. ولكن سأنهي مقالي بجزء من مونولوج مسرحي ما بين السيد درويش وبطلة الفرقة الآنسة حياة صبري .. المونولوج بعنوان "على قد الليل" من مسرحية العشرة الطيبة عام 1921 المأخوذة عن المسرحية الفرنسية " ذو اللحية الزرقاء " .. اقرأوا كلمات بديع خيري واسألوا أنفسكم هل كان في المسرحية الفرنسية مثل هذه الأباحة ؟؟؟ واعملوا حسابكم إنّ الكلام دة كان بيتغنى على المسرح من 90 سنة سيد : أنا م النجمة في استنظارك حياة : آديني نازلة سيد : أما نهارك أبيض من طبق القشدة حياة : أوعى يكون حد شايف طيفي سيد : حطي في قلبك بطيخة صيفي شفتي بتاكلني أنا في عرضك خليها تسلم على خدك حياة : يوه يا دين النبي تنك سايح ما شبعتش من ليلة امبارح سيد : ماتفكرنيش أما دي حقة كانت ليلة في غاية الرقة حياة : فاكر وانا حاطة إيديا في بطاطك جبلي الترعة على غفلة وملت عليه ما جدرتش أقولك أوعى سيد : قمت انا بصيت يمين وشمال ساعة ما لقيت مفيش عزال طبل طبلي كده كده كده كده وزمر زمري كده كده كده كده وشقلي بقلي وعنها ودغري خدت لي بوسة لكن صنعة

ليست هناك تعليقات: