الأحد، أكتوبر 27، 2013
شعب متراقب بطبعه # 1
هل فكر أحدنا من قبل أي مستوى أخلاقي منحط وصلنا له في بلادنا –المسلمة- جدلا ؟
إذا أردت التعرف على حقيقة أخلاق إنسان فلا تنظر لمعاملاته مع من يعرفونه، بل انظر لما يفعله دون رقيب ..
فى الماضي لم يكن من الممكن أبدَا أن تراقب ما يفعله الإنسان في غرفته المغلقة، ولكن العلم الحديث أتى لنا بالحل على طبق من ذهب ..
هل فكرت من قبل في متابعة شريط الرسائل الظاهر أسفل القنوات الفضائية؟؟
كلا .. لا أعني بالطبع ذلك الظاهر أسفل قناة الجزيرة والعربية والجزيرة مباشر مصر ولا حتى سي بي سي، بل أعني هذه القنوات التى يتابعها المصريون من يشكلون أكثر من ثلثي المجتمع المصري .. قناة المصارع والحلبة وتايم كوميدي والسبكي سينما وأشباههم ... دعوني أنقل لكم بعضا مما ينشرونه من رسائل ...
• انا فلان الفلاني بحب جون سينا وبكره المذيع ابن الـ ...... ( طبعا دي قناة الحلبة )
• انا فلانة الفلانية 25 سنة مطلقة وجميلة أبحث عن علاقة جادة
• س. ش من المريوطية .. لو موجودة على الشات ابعتيلي على الخاص
• مرحبا بالغالي ط.ظ .. عراقية مقيمة فى اكتوبر ومتيمة
لو سألت نفسك لوهلة لماذا يتكبد بعضنا ثمن عشرات الرسائل يوميا لمجرد أن يعبر عن إعجابه بشخص لا يعرف عنه اسمه ولا شكله ولا عمله ولا أي شيء .. ستعرف إلى أي منحدر وصلنا.
**********
قلت لها: أنا ضد باسم يوسف بسبب اتخاذه من ( الأباحة ) والإفيهات الجنسية وسيلة لجذب الجمهور.
قالت لي: لقد نوه أن حلقاته للكبار فقط ومن لا يريد أن يشاهدها فيمكنه مشاهدة خواطر الشعراوي أو العلم والإيمان إذا أراد.
لم أفهم لم هي ضد العاهرات وممثلات أفلام البورنو؟!! .. فكل منهن للكبار فقط ومن لا يريدهن فيمكنه الاعتكاف في المسجد أو سماع شرائط عمرو خالد إذا أراد .. الأخلاق لا تتجزأ يا سيدتي.
**********
حتى على مستوى الفن .. لم ننحدر أخلاقيا بظهور موجة أفلام دينا أو محمد رمضان أو فيفي عبده كما يشيع البعض أو يحاولون إقناعنا، بل نحن منحدرون منذ البداية ...
هل تعلمون ما أهو أكثر الأفلام استمرار في دور العرض ؟؟؟؟
كلا .. هو ليس "عبده موتة" ولا "شارع الهرم" ولا "سمكة وأربع قروش" .. إنه "فيلم خلي بالك من زوزو" لصلاح جاهين وسعاد حسني ومخرج الروائع حسن الإمام .. هل تعلمون متى تم عرضه ؟؟ لقد تم عرضه عام 1972 ... أي أن جيلنا بالكامل لم يلحق به .. بل كان أباؤنا في المرحلة الثانوية أو الجامعية على أقصى تقدير حين تم عرضه ..
لقد استمر هذا الفيلم فى دور العرض لثلاث سنوات متصلة ما بين دور عرض الدرجة الأولى والدرجة الثانية والثالثة، والسؤال الآن .. ما هي رسالة الفيلم ومضمونه اللتان جعلتا منه أسطورة السينما المصرية ؟؟
رسالة الفيلم لخصتها سعاد حسني عندما قالت في أحد مشاهد الفيلم "أنا لقيت أمي رقاصة فطلعت رقاصة .. لو أمي كانت فاتحة فرن كنت هرجع من الجامعة أقف معاها في الفرن" ... بالتأكيد هي ليست رسالة سامية تجلب المشاهدين للفيلم ..
لقد نجح الفيلم ببساطة لأن سعاد حسني فاتنة السنيما - السندريلا - ظهرت في الفيلم ببذلة الرقص العارية، لهذا نجح الفيلم ببساطة، ولغياب هذا السبب تحديدا فشل فيلم "أميرة حبي أنا"، رغم وجود نفس طاقم العمل .. أذكركم مرة أخرى أن هذا الفيلم تم عرضه عام 1972.
كلا .. أنا لست ضد فرض رقابة أخلاقية على أي من أنواع الفكر والإبداع، ولكنّي ضد التظاهر بأننا شعب أخلاقي أو متدين .. مع الأسف الشديد نحن شعب يسير خلف نصفه الأسفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق