الأحد، أكتوبر 27، 2013
ماركة مسجلة
الطفل : عمو عمو .. عايز كيس شيبسي
يمد البائع يده للرف ويحضر للطفل ذلك الكيس الأحمر الأشهر الذي اعتدنا تناوله منذ طفولتنا .. كيس الشيبسي
الطفل : لا يا عمو مش ده ...
البائع : مش أنت عايز شيبسي؟! هو ده الشيبسي
الطفل : لا يا عمو .. أنا عايز كيس الشيبسي ده
يشير الطفل لكيس دوريتوس ... تظهر العصبية على وجه البائع ويصرخ في الطفل : ما تقول دوريتوس
يتكرر الموقف عشرات المرات في عشرات المحلات
المشتري الذي يطلب (إزازة بيبسي) وعندما يعطيها له البائع يعترض المشتري ويطلب بأنفه كوكاكولا .. طب ليه قلت بيبسي من الأول؟ لا إجابة.
البنت الرقيقة تدخل الصيدلية في خجل لتطلب من البائع عبوة (أولويز) ليعطيها لها الصيدلي فتعترض البنت وتؤكد أنها تريد أولويز لولو، ينظر لها البائع في قرف حقيقي .. لماذا طلبت أولويز من البداية .. فكل منهما منتج مختلف من الفوط الصحية.
تتصل الأم بالصيدلية لتطلب من البائع : عايزة كيسيين بامبرز كادليز ... يسألها البائع : بامبرز أم كادليز؟ لا يوجد شيء في الدنيا اسمه بامبرز كادليز أصلا .. البامبرز ماركة. والكادليز ماركة .. وكلاهما منتج يُسمى حفاظات أطفال.
الشاب الشيك يطلب من البائع علبة كلينيكس فلورا. مع أن الكلينيكس منتج والفلورا منتج مختلف تماما .. وكلاهما منتجات ورقية.
طب هل جربت مرة أن تدخل لأحد الكافيهات وتطلب كوب على كافيه؟ بالطبع لا . أنت تطلب دائما نسكافيه .. والنسكافيه ما هو إلا ماركة قهوة صنعتها نستله ليصبح اسمها نسكافيه اختصارا لمُسمى : نستله كافيه .. ولكن القهوة لها عشرات الماركات الأخرى .. فلا يوجد في الدنيا شيء اسمه نسكافيه على كافيه .. فعلى كافيه منتج ونسكافيه منتج مختلف تماما.
عشرات الأسماء التى تطلق على غير مسمياتها ... فكل المناديل كلينيكس وكل القهوة نسكافيه وكل الحفاظات بامبرز أو كادليز وكل الفوط الصحية أولويز وكل الشوكولاتة بالبندق نوتيللا وكل محلات الكباب حاتي مع أن الكلينيكس والنسكافيه والبامبرز والكادليز والأولويز والنوتيللا والحاتي ماركات منتجات.
اعتدنا التعميم والاستسهال وأسماء الشهرة دون النظر إلى طبيعة المنتج نفسه .. حتى أصبحت عادة أصيلة فينا ...
فكل واحد بذقن يصبح عم الشيخ .. حتى لو كانت هذه الذقن ذقن قسيس أو حاخام أو واحد من أتباع السيخ فى الهند وكلهم بلحية .. ولكنه يصبح عم الشيخ الذى من حقه الظهور في الفضائيات وإصدار فتاوى وأحكام في الدين حتى لو وصلت لأن يصف الشعب بأنه حفنة من الأنجاس الـ ...
أصبح كل مَن يتحدث في السياسة ناشط سياسي حتى لو كان مجرد شخص جاهل يردد أي كلام سمعه دون وعي ودون أن يكون له وجهة نظر في الحياة ولكنه أصبح ذلك الناشط السياسي المعروف الذي من حقه أن يخرج علينا بتنظيرات فاشلة ليهتف يسقط حكم العسكر ثم يؤيد بشدة ترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية.
وعندما تحلف له أيمانات المسلمين إن السيسي نفى مرارا وتكرارا ترشحه للرئاسة فإنه يشد نفسا من حجر التفاح الموضوع أمامه على المقهى ويؤكد لك بصيغة العالم ببواطن الأمور أن لديه معلومات مؤكدة من مصدر لن يستطيع الإفصاح عنه أن السيسي بدأ مشاوراته بالفعل لاختيار رئيس الوزراء الذي سعينه بعد أن يترشح ويفوز برئاسة الجمهورية.
أصبح السبكي منتجا وصانعا للفن ... وأصبح محمد رمضان فنانا كبيرا .. وأصبحت إلهام شاهين تخرج في الفضائيات لتؤكد أنها قدمت لمصر الكثير والكثير دون أن تقول ما هو هذا الكثير ودون أن يسألها ذلك الشخص الذي أصبح مذيعا ما هو هذا الكثير؟ فهي قدمت لمصر كما قدمت أم كلثوم ذات حفلات المجهود الحربي.
في زمان أصبح فيه البامبرز كادليز .. واللولو أولويز ... والقهوة نسكافيه ... والدوريتوس شيبسي ... والبوظو كاراتيه ... وجبنة المثلثات نستو ... كان من الطبيعي أن يصبح محمد مرسي ... رئيسا للجمهورية
>
شعب متراقب بطبعه # 2
استكمالا لمقال العدد السابق .. نستمر في رحلة إثبات أنّ أنجح الأعمال الفنية هي التي خاطبت غرائز الشعب المصري .. وأنّه لا ذنب لنادية الجندي ولا نبيلة عبيد ولا غادة عبد الرازق في انحطاط أخلاقه.......
كنت أتناقش مع أحد أصدقائي عن مقالي في العدد السابق عن فيلم" خلي بالك من زوزو" فقال لي أن سعاد حسني بطبيعتها كانت فنانة استعراضية خفيفة ولا يُعتدّ بها لتقدير المستوى الأخلاقي ...
ورغم عدم منطقية حديثه لأن سعاد حسني أصلا كانت فتاة أحلام كل شباب مصر ولأن فيلم "خلي بالك من زوزو" استمر في دور العرض لمدة ثلاثة أعوام مما يوحي بتحكمها في الذوق المصري تماما إلا أن سعاد حسني ممثلة ( تقيلة ) بلغة أهل السينما .. فهي التي قدمت "الاختيار" و"شروق وغروب" و"أين عقلي" و"نادية" و"الدرجة الثالثة" و"الكرنك" و"الراعي والنساء" .. حتى أفلامها الكوميدية كانت من أهم علامات السينما الكوميدية سواء قديما مثل "إشاعة حب" أو بعد تقدمها في العمر مثل فيلم "غريب في بيتي" ..
إلا أنها قدمت مجموعة من الأفلام ذات الطابع ( الهلسي ) التي لا مبرر لها سوى بعض القبلات والمايوهات .. مثل "بابا عايز كده" و"حواء والقرد" وغيرها
حتى إذا ابتعدنا عن سعاد حسني لأنها ممثلة خفيفة وقدمت عشرات الأفلام ولا يصح أن نحكم عليها من عشرة أو خمسة عشر فيلم .. وننطلق للفنان صاحب الأفلام الهامة في تاريخ السنيما على غرار "الخطايا" ... للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي كان أنجح أفلامه في السينما على الإطلاق هو فيلم "أبي فوق الشجرة" المليئ برقص نادية لطفي ومشاهدهما الساخنة ..
ولا أدري أيّ طالب جامعي هذا الذي يحمل كل هذا الكم من التجاعيد في وجهه ولا أيّ راقصة هذه التي تحمل معالم الزمن فى وجهها المكرمش .. ولكن الرقص والعري والقبلات دائما ما يحصلان على سوقهما الناجح عند الشعب المصري .. المتدين بطبعه
كان هذا الفيلم إنتاج عام 1969 .. ويروي البعض أن محرم فؤاد أراد صناعة فيلم ناجح فاستعان بنادية لطفي عام 1971 في فيلم "عشاق الحياة" مع عدد أكبر من القبلات حتى يتفوق على عبد الحليم
يرى البعض أن نهاية الستينات وبداية السبعينات هي بداية فترة الانحطاط الأخلاقي في مصر بسبب هزيمة 1967 ... فمن المعروف أن الفترات التى تعقب الهزائم السياسية والعسكرية عادة ما تكون فترات انحطاط لمحاولة الهروب من الواقع .... في تلك الفترة لم يكن يخلو شريط عرض سينمائي من بدلة رقص وبعض القبلات الحارة ... ربما يكون هذا الكلام صحيحا .. ولكن في مصر قلة الأدب و(الأباحة) لها تاريخ طويل ...
لن أتحدث عمّا أكل عليه النقاد وشربوا من مونولوجات قديمة مثل: " يا سمباتيك خالص يا مهندم وبعد العشا يحلى الهزار والفرفشة وارخي الستارة اللى فى ريحنا" .. ولكن سأنهي مقالي بجزء من مونولوج مسرحي ما بين السيد درويش وبطلة الفرقة الآنسة حياة صبري .. المونولوج بعنوان "على قد الليل" من مسرحية العشرة الطيبة عام 1921 المأخوذة عن المسرحية الفرنسية " ذو اللحية الزرقاء " .. اقرأوا كلمات بديع خيري واسألوا أنفسكم هل كان في المسرحية الفرنسية مثل هذه الأباحة ؟؟؟ واعملوا حسابكم إنّ الكلام دة كان بيتغنى على المسرح من 90 سنة
سيد : أنا م النجمة في استنظارك
حياة : آديني نازلة
سيد : أما نهارك أبيض من طبق القشدة
حياة : أوعى يكون حد شايف طيفي
سيد : حطي في قلبك بطيخة صيفي
شفتي بتاكلني أنا في عرضك
خليها تسلم على خدك
حياة : يوه يا دين النبي تنك سايح
ما شبعتش من ليلة امبارح
سيد : ماتفكرنيش أما دي حقة
كانت ليلة في غاية الرقة
حياة : فاكر وانا حاطة إيديا
في بطاطك جبلي الترعة
على غفلة وملت عليه
ما جدرتش أقولك أوعى
سيد : قمت انا بصيت يمين وشمال
ساعة ما لقيت مفيش عزال
طبل طبلي كده كده كده كده
وزمر زمري كده كده كده كده
وشقلي بقلي وعنها ودغري
خدت لي بوسة لكن صنعة
شعب متراقب بطبعه # 1
هل فكر أحدنا من قبل أي مستوى أخلاقي منحط وصلنا له في بلادنا –المسلمة- جدلا ؟
إذا أردت التعرف على حقيقة أخلاق إنسان فلا تنظر لمعاملاته مع من يعرفونه، بل انظر لما يفعله دون رقيب ..
فى الماضي لم يكن من الممكن أبدَا أن تراقب ما يفعله الإنسان في غرفته المغلقة، ولكن العلم الحديث أتى لنا بالحل على طبق من ذهب ..
هل فكرت من قبل في متابعة شريط الرسائل الظاهر أسفل القنوات الفضائية؟؟
كلا .. لا أعني بالطبع ذلك الظاهر أسفل قناة الجزيرة والعربية والجزيرة مباشر مصر ولا حتى سي بي سي، بل أعني هذه القنوات التى يتابعها المصريون من يشكلون أكثر من ثلثي المجتمع المصري .. قناة المصارع والحلبة وتايم كوميدي والسبكي سينما وأشباههم ... دعوني أنقل لكم بعضا مما ينشرونه من رسائل ...
• انا فلان الفلاني بحب جون سينا وبكره المذيع ابن الـ ...... ( طبعا دي قناة الحلبة )
• انا فلانة الفلانية 25 سنة مطلقة وجميلة أبحث عن علاقة جادة
• س. ش من المريوطية .. لو موجودة على الشات ابعتيلي على الخاص
• مرحبا بالغالي ط.ظ .. عراقية مقيمة فى اكتوبر ومتيمة
لو سألت نفسك لوهلة لماذا يتكبد بعضنا ثمن عشرات الرسائل يوميا لمجرد أن يعبر عن إعجابه بشخص لا يعرف عنه اسمه ولا شكله ولا عمله ولا أي شيء .. ستعرف إلى أي منحدر وصلنا.
**********
قلت لها: أنا ضد باسم يوسف بسبب اتخاذه من ( الأباحة ) والإفيهات الجنسية وسيلة لجذب الجمهور.
قالت لي: لقد نوه أن حلقاته للكبار فقط ومن لا يريد أن يشاهدها فيمكنه مشاهدة خواطر الشعراوي أو العلم والإيمان إذا أراد.
لم أفهم لم هي ضد العاهرات وممثلات أفلام البورنو؟!! .. فكل منهن للكبار فقط ومن لا يريدهن فيمكنه الاعتكاف في المسجد أو سماع شرائط عمرو خالد إذا أراد .. الأخلاق لا تتجزأ يا سيدتي.
**********
حتى على مستوى الفن .. لم ننحدر أخلاقيا بظهور موجة أفلام دينا أو محمد رمضان أو فيفي عبده كما يشيع البعض أو يحاولون إقناعنا، بل نحن منحدرون منذ البداية ...
هل تعلمون ما أهو أكثر الأفلام استمرار في دور العرض ؟؟؟؟
كلا .. هو ليس "عبده موتة" ولا "شارع الهرم" ولا "سمكة وأربع قروش" .. إنه "فيلم خلي بالك من زوزو" لصلاح جاهين وسعاد حسني ومخرج الروائع حسن الإمام .. هل تعلمون متى تم عرضه ؟؟ لقد تم عرضه عام 1972 ... أي أن جيلنا بالكامل لم يلحق به .. بل كان أباؤنا في المرحلة الثانوية أو الجامعية على أقصى تقدير حين تم عرضه ..
لقد استمر هذا الفيلم فى دور العرض لثلاث سنوات متصلة ما بين دور عرض الدرجة الأولى والدرجة الثانية والثالثة، والسؤال الآن .. ما هي رسالة الفيلم ومضمونه اللتان جعلتا منه أسطورة السينما المصرية ؟؟
رسالة الفيلم لخصتها سعاد حسني عندما قالت في أحد مشاهد الفيلم "أنا لقيت أمي رقاصة فطلعت رقاصة .. لو أمي كانت فاتحة فرن كنت هرجع من الجامعة أقف معاها في الفرن" ... بالتأكيد هي ليست رسالة سامية تجلب المشاهدين للفيلم ..
لقد نجح الفيلم ببساطة لأن سعاد حسني فاتنة السنيما - السندريلا - ظهرت في الفيلم ببذلة الرقص العارية، لهذا نجح الفيلم ببساطة، ولغياب هذا السبب تحديدا فشل فيلم "أميرة حبي أنا"، رغم وجود نفس طاقم العمل .. أذكركم مرة أخرى أن هذا الفيلم تم عرضه عام 1972.
كلا .. أنا لست ضد فرض رقابة أخلاقية على أي من أنواع الفكر والإبداع، ولكنّي ضد التظاهر بأننا شعب أخلاقي أو متدين .. مع الأسف الشديد نحن شعب يسير خلف نصفه الأسفل.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)