الخميس، يونيو 26، 2008

كباريه



عندما شاهدت إعلان فيلم كباريه .. توقعت أن أرى فيلماً مختلفاً نوعاً ما ....
ولكن مع مشاهدتى لأسماء المنتج والمؤلف والمخرج تشككت فيما قد أراه فى السنيما
فالفيلم من إنتاج السبكية أساتذة سلق الأفلام من نوعية أفلام تامر حسنى وعبلة كامل
والمخرج هو سامح عبد العزيز مخرج فيلم درس خصوصى
أما المؤلف أحمد عبد الله بتاريخه الكبير مع أفلام من نوعية ميدو مشاكل وغبى منه فيه وفول الصين العظيم ...ثم الاتجاه لأفلام الهلس بالعربى سندريللا وعليا الطرب بالتلاتة ...
ولكننى فى لحظة جنون قررت مشاهدة الفيلم ... حزمت حقائبى وتوجهت إلى سنيما الرحاب .... وبدأ الفيلم ...
منذ اللحظة الأولى أبهرتنى موسيقى تامر كروان صاحب باب الشمس وليلة سقوط بغداد وقص ولزق وأحلام حقيقية وغيرها
ثم تغوص قليلاً لتكتشف نضوجاً مفاجئاً للمخرج سامح عبد العزيز ... مخرج البرامج التلفزيونية بقناة دريم بالأساس ... ولولا مشهد انفجار الكباريه الكارتونى فى نهاية الفيلم لاستحق سامح عشرة من عشرة
كادرات مميزة ... زوايا تصوير مميزة ... إضاءة مميزة .... توجيهات للمثلين ظهرت واضحة على الشاشة وكأننى أشاهده وهو يقوم بتوجيههم
أحمد عبد الله صنع حوارا رائعاً وسيناريو محكماً جداً .... وكان الفلاش باك موفقاًً جداً فى الوقت المناسب ليخبرنا بالعلومة المناسبة عن الشخص المناسب ....
تمكن أحمد عبد الله بمهارة من صنع فيلم اليوم الواحد ... وهو - فى رأيى - من أصعب أنواع الأفلام فى الكتابة ... تماما كفيلم ليلة ساخنةلبشير الديك وعاطف الطيب ....
وبسهولة ويسر ... يبحر الممثلون فى الورق المحكم ومع الإخراج المحكم ....
لم يبهرنى ماجد الكدوانى ربما لأن الدور أقل بكثير من إمكانياته .. الأخ المحبوس دائماً فى الحمام .. بينما أبهرنى شقيقه صلاح عبد الله الأخ المفترى صاحب الكباريه الذى لا يسكر ولا يضاجع النساء ويذهب لأداء العمرة كل عام لأنها تنقيه من الداخل وتعيده طفلاً صغيراً .. أكثر ما أعجبنى مع صلاح عبد الله هو توافق معاملته مع صورة والده ومعاملته مع شقيقه ...
محمود الجندى أدى دوره الصغير ببساطة وصدقه الناس ... ضياء عبد الخالق ممثل جيد يحتاج لبعض البلورة .... أعجبنى جداً وهو يحقد على فتحي عبد الوهاب لأنه سينال الشهادة .. أتمنى أن أراه طيباً يوماً ما على الشاشة ...
محمد شرف ... دور بسيط على قده .. وكذلك محمد الصاوى ... سليمان عيد العريس الذى يتناول كماً غير طبيعياً من المخدرات على سبيل التحية من الذيت يعرفونه أو لا يعرفونه .. كوميديان بالفطرة هذا الرجل ويستحق أكثر مما وصل إليه ...
فتحى عبد الوهاب ... أثبت فى هذا الفيلم أنه يجيد التمثيل بعينيه تماماً .. يكفى المشهد الرهيب وهو يبكى أثناء تناوله البيرة ....
محمد لطفى ... دور عمره .. ربما لن يستطيع أن يقدم مثله كثيراً ... جملته التى علقت فى أذهان الجميع : فرعون ما ينضربش .. فرعون يا يتخان ... يا يتغدر بيه .... هكذا نحن أبناء الفراعنة دائماً ...
هالة فاخر لم تكن على المستوى ... العراقيون لا يتحدثون بهذه اللهجة ... ربما كانت هى أسوأ ما فى الفيلم ....
جومانة مراد ... مصرية بنت مصرية بنت مصرية ... مشهدها وهى تبكى وتصرخ أمام نعش والدتها تستحق عنه الجنسية المصرية ... كانت مصرية أكثر من رانيا يوسف المتواضعة الأداء
دنيا سمير غانم ... شهادة ميلاد ... تنوع أداؤها بروعة المحترفين طوال الفيلم ...
أحمد بدير ... معلم .... من زمان خاصة عندما يبتعد عن الكوميديا ...
إدوارد ... مازال فى نفس مكانه ... أنتظر منه المزيد ...


خالد الصاوى ... وآه من خالد الصاوى .. الأفضل على الإطلاق فى أى عمل فنى يظهر فيه .. قطعة السكر الذى ملأ الفيلم مرحاً وعبقرية فى الأداء ... كان الجميع ينتظره بلهفة على الشاشة .. المطرب الشعبي الذى يخشى فقدان مكانته ... أين هذا الرجل من البطولات ؟؟؟ لقد كان هو رجل الفيلم الأول بلا منازع
يحكى الفيلم ببساطة عن يوم كامل داخل كباريه ... وذلك من منظور ثلاثى ... أهل المكان .. والذين وصلوا إليه بالصدفة لا هم مؤيدون ولا هم معارضون .. والإسلامى الإرهابى الذى أتى لتفجير المكان ...
فكرة الفيلم لخصها فتحى عبد الوهاب فى أكثر جمل الفيلم مباشرة وسطحية ... الحوار بيجيب نتيجة يا مولانا .... هذه هى فكرة الفيلم ... اصنع حواراً مع الآخرين ولا تصدر أحكاماً مسبقة ... فليس كل من فى الكباريه شياطين وليس كل من يعتمرون كل سنة ملائكة ....
اختلف كثيراً مع صديقتى منة إكرام أن الفيلم يكرس لفكرة أن الإسلام هو الحل ... فخروج أحمد بدير من الكباريه لا يعنى أكثر من رجوعه لعاداته وقيمه وليس بالضرورة رجوعه إلى الإسلام ...
هناك بالطبع بعض الملاحظات السلبية ولكن بالنظر إلى طاقم العمل ندرك حدوث طفرة فى مستوياتهم الفنية ....
كباريه ... من أجمل الأفلام المصرية التى شاهدتها منذ عشرين عاماً ...
تحياتى لطاقم العمل ....
شكراً لكم

هناك تعليقان (2):

david santos يقول...

Very good post.
Thank you and have a nice weekend

Hoba EL Arouba يقول...

ايه التحنيس ده!!!! طب مش كنت تضربه بالكاميرا علشان تبعتهولى اتفرج عليه
:)))