الجمعة، يناير 13، 2006

الكارثة .. قصة حقيفية

المكان ... إحدى شوارع الجيزة
التاريخ ... يوم من أيام الله
الزمان ... بعد منتصف الليل بقليل
أغلق الشارع عيونه ونام سكانه البسطاء واستعدت الاضواء للنعاس .. وفجأة ودون مقدمات استيقظ الشارع على أصوات فرقعات وانفجارات بسيطة ما لبثت أن تصاعدت ... وعندما هرع الجميع إلى شرفات منازلهم وجدوا كابلين من كابلات الكهرباء وقد أصابهما مس من الجنون وأخذا فى الفرقعة ... ثم أمسكت النار بأحدهما ... ونزل الناس إلى الشوارع كالمجانين وأسرع من يمتلك طفاية حريق بإحضارها لمحاولة السيطرة على الحريق الوليد ... وبما أنى أحد سكان البيت المنكوب فقد أسرعت إلى تليفون قريب واتصلت بذلك الرقم الذى يحفظه كل كبير وطفل فى مصر ... رقم النجدة ... ( 122 ) ... ولدهشتى الشديدة لم يرد أحد .. أعدت الاتصال فلم يرد أحد ... أسرعت أتصل بالمطافئ على رقمها الأقل شهرة ( 180 ) فأخبرنى الشخص الذى رد على مكالمتى بأنهم فى الطريق ... وبعد حوالى ربع الساعة وصلت المطافئ بعد أن كنا قد أخمدنا الحريق تماماً ... فألقوا نظرة سريعة فلما لم يجدوا كارثة انصرفوا محبطين ... وبعد قليل وصلت سيارة شرطة بها أمينا شرطة فنظروا إلينا فى تكاسل ثم مضيا دون أن يفعلا شيئاً ... ثم وصل مندوب من شركة الكهرباء – بعد أن اتصلنا بهم بالطبع – ليأخذ أرقام الكابلات المحترقة ليرسلوا بعض المتخصصين فى الصباح لإصلاحها ... وقد تم بالفعل ... وهنا تبرز بعض التساؤلات برأسها القبيح
أولاً ... كيف أتصل بشرطة النجدة بعد منتصف الليل ولا أجد من يرفع سماعة الهاتف ؟؟ أليست هذه هى شرطة النجدة ؟؟ أليسوا هم المسئولون عن حمايتنا وأمننا ؟ فأين كانوا وقتها ؟؟ لقد قال أحدهم ساخراً : ( الظاهر ان الشرطة خرجت أو فى الحمام )
ثانياً ... كيف يصل إلى مكان الحادث أمين شرطة ؟؟ كيف لا يرسلون ضابطاً يستطيع حل الموقف – لو كانوا هم الذين أرسلوا الأمين - … لو كان هذا البيت بيت وزير أو حتى رئيس حى فكيف كان الوضع سيكون ؟؟ هل هناك فرق بين روح موظف بسيط وروح رئيس وزراء أو حتى رئيس أمريكا ؟؟
ثالثاً … كيف يحدث ذلك الماس الكهربائى فى كابل تم إصلاحه من قِبَل مصلحة الكهرباء قبلها بيومين اثنين ؟؟ هل نعتبر هذا إهمال أم أنهم أرسلوا حلاقاً ليصلحها من قبل ؟
رابعاً … الشئ الذى أعرفه فى كل دول العالم المتحضر أن الإنسان – أى إنسان – عندما يبلغ عن كارثة من هذا النوع تصل فوراً سيارة إسعاف وسيارة مطافئ وسيارة شرطة بها ضابط على الأقل … ولكن لماذا سيقوم الضابط ويتعب نفسه طالما الموضوع يتعلق بأحد المواطنين البسطاء … لو كان الحادث هو أن زوجة هذا الضابط تريد الذهاب إلى الكوافير أو أن ابنه يريد الذهاب للنادى لهب الضابط من مكانه الأمين وأرسل لهما سيارتين محملتين بالجنود ليصبحا تحت أمرهما … ولكن لماذا سيرسل لهما السيارتين ؟؟ السيارتان موجودتان بالفعل تحت المنزل وتحت النادى وتحت الكوافير وتحت أمر كل من يشاء من أسرة الضابط وأقربائه ومعارفه ومن لا يعجبه يمكنه أن يشرب من البحر … ومن لا يحب المياه المالحة فيمكنه أن يخبط رأسه فى الحائط … فكل الحلول متاحة أمامك
تساؤل أخير يصدم عقلى ... ماذا كان سيحدث لو لم يستطع أهل الشارع السيطرة على الحريق فى الوقت المناسب
تعقيب أخير ... حسبى الله ونعم الوكيل

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أنت أكيد فى مصر بس على شان بس اطمنك احب اقولك على حادث اخر شب : شب حريق فى منزل زميله لى وكما هو متوقع علا الصراخ فى ارجاء العمارة واسرع الناس الى الشارع و لم يبادر الى منزل زميلتى لاصفاء الحريق سوى جارة و احدهى لهم اسرع زوجها فى مساعدة زوج زميلتى فى الاطفاء و اصحب الجارة زميلتى للاتصال بالماصافى و لانك اكيد فى مصر ... جاء الرد كالتالى من فضلك اترك اسمك ورسالتك بعد سماع الصفارة... و انا حبيت اذكر الحادث للتاكيد على مدى التطور اللى و صلناله المطافى عندنا بقت بالانسر ماشين!!!! و ياليت الامر انتهى عند هذا الحد فلقد اتصلت زميلتى بالنجد و على عكس ماحدث معك قاموا بالرد و ارسلوا المطافى فى الحال ... بعد الحريقه ما خلصت على خير و باقل ضرر ممكن لكن الذى يجب ان تعرفة ان المطافىء لا تتحرك بدون عمل فقام باغرق الشقة وكل مافيها ... يمكن يكون فى بقايا حريق وله حاجة :)

غير معرف يقول...

مش يبقى انت اكيد في مصر
يبقى انت وسط ولاد مصر
ربنا يستر عليك يا مصر

غير معرف يقول...

من المعترف بيه دوليا ان مطافى مصر بتاتى بعد الحريق ما يخلص
انت عاوز تغير القاعدة ولا ايه
ههههههههههههههههه
دى كانت تبقى كارثة وعجيبة من الاعاجيب ان جت وطفت الحريق